دائما ما كان يبحث عن المفر الذ ي ينقذه من عالمه الواقعي الموحش وعن اناس يعيشون الواقعيه بشكل جاد ولكن
الي اين يهرب من هذا العالم؟كيف يهرب من سجنه الكبير؟
هو اكثر من يعلم انه لا يسطتيع وان اقنعه غيره فماذا يفعل ايختار ان يكون واقعي ؟لا لا
يستطيع
يجوز ايضا ان اضطرابات سن المراهقه هي من جعلته هكذ ولكنه يعاني
اذا سمع والداه اختلفا في امر فهو يعاني
اذا ازعجه صديقه فهو يعاني
اذا احرجه احد فهو يعاني حتي عاش في دوامه من الرفض لعالمه ككل بل كره للعالم
واذا به يجول في فناء مدرسته ولسبب ما يذهب الي مكتبه المدرسه ويتجول بين الكتب
بدون سبب فتلمح عيناه في ذلك الرف مجموعه كبيره من الكتب المتشابهه والقديمه يلتقط منهم كتابا عشوائيا ويبدا
في تصفح ورقاته ويلاحظ عنوان الكتاب( الف ليله وليله) فياخذ الكتاب ويجلس به في مكان بعيد عن الماره في
المكتبه ويبدا في القراءه
لاول مره يشعر بذلك الانتعاش الذ يملا روحه فانتعش جسده ولمعت عيناه وابتسمت شفتاه
وفجاه وجد نفسه يسمع لحن لم يسمعه من قبل ولم يسمعه غيره وفي وسط تلك الحاله لم يشعر بالوقت نهائيا حتي انه
اضاع يومه الدراسي وفجاه ووسط تلك النشوه اذا به يسمع ذالك النشاذ وهو جرس المدرسه فينتبه لعالمه الواقعي
فترجع ملامح الاكتئاب علي وجهه من جديد
واذا به يمشي الي المسئول عن المكتبه ويطلب منه استعاره هذا الكتاب فياخذ الكتاب وكانه حصل علي جائزه ويسير
الي بيته وهو يمسك كتابه بشده ويصل بيته ويترك كل شيئ فبمجرد وصوله يدخل الي غرفته ويغرق في صفحات
كتابه وترجع اليه لمعان عينيه وابتسامه شفتيه ويرجع مره اخري يسمع ذلك اللحن الذي سمعه من قبل وبعد فتره
غير طويله اثناء هيمانه باحدي الروايات الاسطوريه شعر ان روحه انسحبت من جسده الي عالم رائع
مشاهدا احداث الروايه كامله
لم يشعر حينه انه يتخيل تلك الامور بل كان مقتنع بحاله فاخيرا وجد ملاذه ومفره من ذالك العالم البغيض في عوالم يصنعها خياله وتعطيه سطور روايته اساسيات هذه العوالم
فمع السندباد تجول انحاء العالم ومع قمر الزمان عاش اجمل قصه حب
ومع علي الزئبق ودليله المحتاله عاش مع نفسه في هذا الجو المرح الخفيف وروايات اخري
يري عوالم الجن وروايات يري الحوريات وعروس البحر ويري ويري ويري ويري ويري حتي انعزلت روحه تماما
في ذالك العالم البديع فكان يقضي نهاره يقرا وليله يقرا واثناء دراسته يحاول ان يجد اي فرصه في المدرسه لكي يقرا
فغاصت روحه في ذالك البحر لا يتكلم مع احد لا يتعامل مع انسان سوي في الضروريات الشديده طوال الوقت
صامت بل هائم يسترجع احد الروايات التي قراءاها سابقا فقل اصدقاءه في عالمه الواقعي وزاد اصدقائه واحبائه في
عالمه الاخر عاش وعاش وعاش في تلك الفتره لمده تقارب العامين
حتي جاء يوم وكعادت ذاهب للمكتبه ليستبدل كتابه بكتاب اخر وتسرع خطواته لباب المكتبه ذاهبا الي هدفه ككل
مره واذا به يجد نفسه قد انهي سلسله الف ليله وليله كامله حينها ادرك انه استيقظ حقا فيذهب ويجول بتوتر شديد
في المكتبه باحثا عن اي كتاب في تلك السلسله لم يقراه استغربه كل الموجودين فكان كالام التي تبحث عن وليدها فلم
يهتم بنظرات الناظرين اليه وبعد بحث شديد لم يجد شيئا حينها سالته عيناه اين اخذت بريقي فلم يجد لها جوابا
فاقسمت الا تري جمالا و الا تظهر بريقها لشخص وسالته شفتاه احان الوقت لكي تبتسم فلم يجد لها جوابا
فاقسمت الا تسعد مره اخري بعد اليوم واخبرته اذناه باشتيقاها للحنها الفريد فلم يجد لها جوابا فاقسمت الا تسمع
مره اخري اي لحن قد يسعدها
فتاتي اكبرهم وهي روحه وتساله لماذا لماذا اخرجوني من عالمي ااذنبت ذنبا؟هل تدخلت في حياه الابطال؟هل
شاهدني احد من شخصيات الروايه؟ لماذا رفضوني فاقسمت روحه انها لو كانت تملك امرها لخرجت من جسده
وتطير بحريتها في عوالمها وتصبح شخصيه من ابطال الروايه
فلم تستسلم روحه لتعيش في ذالك العالم الذي لا يريده فبحث وبحث وبحث عن اي بديل او شبيه فلم يجد
ليجد نفسه رغم انفه يعيش تلك الواقعيه البغيضه ويا ليته تاقلم مع الواقع قبل هذان العامين ولكنه عاش بروحه في
عالم غريب يبحث فيه عن اشياء لا يجدها, يتعامل مع الامور والمشاكل بعواطفه بعد ان نام عقله تماما حتي لم يجد
سوي الدموع ملاذا له
وبعد عذاب شديد ومرور فتره طويله من اصطدامه بمشاكل الواقع الكثيره جفت دموعه وتبلدت مشاعره وقسي قلبه
وتعامل كما تتعامل الناس حينها اصبح في اعين الناس رجلا ناضج واصبح في نظر نفسه قاتل لملاك برئ لا ذنب
له ,ازداد اعجاب الناس به فازداد تحسره علي نفسه ,تعلم كيف يتعامل مع الامور العصيبه بطريقه جاده فيختلي
بنفسه فلا يعرف من هو....................................وهكذا وهكذا وهكذا
حتي نسي عوالمه التي صنعها بنفسه ,نسي نشوه الاحلام واصبحت احلامه واقعيه جدااا
ولكن المؤلم ان عينيه وشفتيه واذنيه نسوا قسمهم فخانته شفتاه فضحكت, واشتاقت اذناه للنغم فسمعت , حتي العين
خانت واصبحت طوال الوقت ترتدي ذالك الزي الجميل الذ يجعلها تلمع طوال الوقت,
حتي اصبح ذالك الشخص انا وانت وهي وهو .................................