عهدي مع السراب

المكان :غرفه جدرانها مليئه الوان زهيه ولكنها مظلمه ظلاما تاما فبالتالي لا يوجد الوان زهيه

الزمان: لا يشعر بمروره كانما الزمان تركه وحيدا في ظلام الماضي.

البطل جالسا بل مستميتا علي كرسيه ,اذا نظرت اليه ستشعر انه والكرسي جسد واحد الذي يهتز كدقات الساعه


اذا نظرت اليه ستشعر بانه جسد حي في روح ميته ,بل جسد جميل لكن تعاسه روحه جعلتني اوصفه بالبشاعه

وسط ذالك الظلام وتلك الوحده ينفتح باب الغرفه بهدؤء شديد

ويدخل غريب الغرفه ينظر اليه البطل نظره خفيفه قائلا بوهن :احبيب ام .....؟

يكمل الغريب خطاه داخل الغرفه صامتا يبدا البطل ينظر اليه عن قرب متحققا من ملامحه

عندما عرفه ابتسم ابتسامه شوق تبعتها دمعه حسره

الغريب سالا: هل حقا عرفتني؟

البطل :مؤكد هل وجد انسان لا يعرف نفسه ؟ هل انا في حلم ؟مؤكد حلم

الغريب:لا انا لست انت انظر الي وانظر لحالك وانت تعرف اننا لسنا واحد

البطل :بل اننا واحد لكني كنت انت منذ حوالي...............

البطل :لا اكاد اذكر متي كنت انت انا

البطل:كيف اراك؟كيف اري نفسي؟هل ساموت؟مؤكد ساموت,ولكني لم استعد للمقابله

ارجوك اتركني وقتا ضيئلا ادبر فيه حالي لاستعد للمقابله فانت انا وما سالاقيه سوف الاقيه.

الغريب:ليتك تشبه الاحياء , ولكنني لما ااتي لذالك

الغريب (ماددا يديه اليه):تعالي معي اريد ان اريك شيئا

عندما اخد الغريب يد البطل طار به في لمح البصر علي احد الشواطئ وما ان بدا البطل يستشعر جمال المكان ابتسم


وجهه بعد عبس طويل جدا قائلا اني اعرف هذا المكان اعرفه اعرفه, حتي مر من امام حبيبان يتضاحكان


نظر باستغراب شديد قائلا هذا هذا انا وتلك الفتاه هي .........ولكن فرحه الابتسامه التي جاءت بعد طول غياب لم

تترك للدموع فرصه للهروب


جلس البطل ينظر وينظر حتي بدا يقترب من الفتاه فوضع يديه بلهفه شديده علي راسها ولكنه لم يشعر بها وكانه

يشاهد مسري حدث قديم او متذكرا لحياته من قبل

يقترب منه الغريب قائلا اعطني يداك

ينظر اليه البطل بغضب قائلاا له اجننت؟كيف اترك من اضعت حياتي من اجل ان اراها

ينظر اليه الغريب بشفقه قائلا اتبعني

يهز البطل وجه بالرفض الشديد

الغريب قائلا:لست انت المتحكم في تلك الرحله بل انا

البطل :وانت هو انا , اذا لماذا تختار عذابنا؟

الغريب ماددا يده اليه قائلا :باستخفاف حقا هل انا الذي اخترت عذابنا؟

(انتقل الغريب به الي حفله زفاف وناس وفرحه وعروسان وصخب وضحكات اطفال عاليه)

ينظر البطل باتجاه العروسان وتنزل دمعه من عينيه بدون ارادته

قائلا للغريب نعم نعم انا اتذكر هذا اليوم فهذا يوم زفافي وهذا انا وتلك هي ................

محاولا ان يقبلها ولكنه شعر انها مجرد ظل فلم يستطع ان يشعر بها

وفجاه يسمع صراخات الحضور بشده واصوات فزعه

البطل:يهز راسه لا لا لا لا لا لا لن يحدث مره اخري لن اتركها تضيع مني وتضيع حياتي من بعدها لن يحدث فان


لم استطع ان انقذها حينها فساستطع الان ولكن في لحظه

الغريب ماسكا يد البطل ويذهب به الي مشهد اخر ناظرا للعريس

قائلا: بانين وحزن شديد ليس مره اخري لا اريد ان انظر لا اريد ان اتذكر واضعا يديه علي عينيه حتي لا يري


ولكن حزنه لم يتركه متجاهلا الموقف فبدا ينزل يديه من علي وجهه ناظرا الي الحضور يجدهم هم الحضور من


المشهد السابق الذين حضروا حفله زفافه ولكنه اليوم ليسوا في زفاف بل يودعون تلك العروس وداعا اخير ا


ينظر البطل بصمت شديد ناظرا الي ذالك العريس الذي اذله حزنه وكسر ظهره ناظرا اليه وهو يعلم ان ذلك


الشاب هو هو نفسه وان الغريب ايضا هو نفسه

شفق البطل لحال العريس فحضنه ولكنه تذكر ايضا انه يحضن سرابا

تجده يسمع العريس المنكوب جالساا امام قبرها وهو يقطع وعوده بانه لن يري فتاه بعدها


وانه سيحافظ علي حبه لها طول حياته وانه لن يقوم شيئ يجعله سعيد ابدا وانه سوقف حياته لحين ان يذهب لها وانه


لن يفعل ولن يفعل ولن ولن ولن ولن ولن

حتي تقطع صوته من شده البكاء

يقوم البطل من مكانه قائلا للغريب: خذني من هنا لا استطيع ان ابقي مره اخري

ياخذه الغريب من يده ولكنه لم يمضي به سريعا كما من قبل فمر به علي احداث حياته من بعد تلك الحادثه


يريه مشاهد اخلاص للحبيبه

ومشاهد اخري هم واكتئاب

ومشاهد انعزال عن الحياه ومشاهد محاولا الانتحار ومشاهد حزن وبكاء ومشاهد ومشاهد ومشاهد حدثت له في

سنوات طويله لكنها شابهت بعضها

حتي وصل به لمشهد جالسا فيه هو وامه وهي تنظر اليه بشفقه شديده قائله له اما حان الوقت لتنسي عذابك الذي


طال سنوات وسنوات

رد الشاب عليها قائلا اذن انتظري ان يحين موتي لكي اسعد

تنظر اليه الام بغيظ وشفقه قائله وهل تعتقد ان ربك يرضي عنك وانت من تترك نعمه وهل من فقدتها ايضا ستفرح


لحالك فهي بين يدي الله ولا يهمها ان كنت ستخلص لها ام لا؟

مرددا الشاب اذا ماذا تريدين ؟

الام: اريدك ان تعيش وتحي مره اخري فقد اشتقت الي ان اراك كانسان وليس جسد بلا روح

اريدك ان تتزوج مره اخري

ينظر اليها بغيظ وحنق شديد ولم يستطع الكلام

وفي وسط ذلك المشهد ياخذه الغريب الي مشاهد ومشاهد ومشاهد اخري حتي وصل به الي مشهد

ينظر البطل فيجد الشاب وامه في بيت غريب لخطبه فتاه من اقاربهم كانت تعرف معاناته وعلي الرغم من انها


كانت تعرف انه مازال يتعلق بحبيبته لكنها راهنت نفسها انها ستخرجه من حالته بعد ارتباطه بها فعلي الرغم انها

كانت تحبه من زمن طويل احست انها تقدر علي تغيرمن طريقه حياته ولكنها احترمت موقفه الذي احسته نوعا من

الاخلاص ولكنها مدركه ان ذالك ان عند وصوله لتلك المرحله انه في مرحله الخطوره

ينظر البطل والغريب مشاهدين الشاب والفتاه كيف كان يتعامل معها باستسلام ولا مبالاه وتجاهل لمشاعرها فلم يكن

يستطيع ان يخفي عن الناس حالته البائسه المريره فما بال من ستكون شريكه حياته

تعذبت تلك الفتاه وتعذبت وصبرت واحبت وتعذبت وقست معني تجاهل المشاعر وهكذ وكهذا شهورا وشهورا حتي


ادركت انه لن يترك وعده لمحبوبته وانه اختار ان يرتبط بشخص ؛خوفا من ان يكون وحيدا او لاسباب لم يكن هو

مقتنع بها ولكن غيره اقنعه بها

حتي قررت في يوم ان تقسو ايضا كما كان دائما يقسي عليها وقررت ان تتركه وواجهته بالامر

اخذ الشاب نفسه وذهب لبيته وجلس في تلك الغرفه المظلمه مره اخري

قاطع البطل قائلا للغريب اعتقد ان هكذ انتهت رحلتنا سويا فهنا نقطه بدايتنا واعتقد نقطه نهايتنا

هز الغريب راسه معترضا علي كلامه قائلا مازال في الرحله بقيه

ينظر البطل باستغراب للشاب الجالس علي كرسيه والزمن يمر به مشاهدا اياه وسعره يبيض ويوهن جسده وتتغير

ملامحه حتي اصبح كهلا

ينظر البطل باستغراب للغريب قائلا بعينيه اهذا انا؟

يبدا البطل في الاهتمام بالاحداث الماره به فيعرف ان امه واخوته واهله وكل من كان جانبه غادروا الحياه ويبقي


هو وسط الوحده والحزن والفراغ ولم يحقق اي شيئ في حياته سوي الحزن والفراغ

يراقب البطل هذا الكهل بشده فوجده ينظر باستغراب لمفتاح الاناره في الغرفه وبصعوبه يمد يديه الي ذالك المفتاح

حتي اشعل اناره الغرفه

ونظر لجدران الغرفه كانه يرااها اول مره كانه لم يدرك ان تلك الغرفه تحتوي علي هذه الالوان وانها مجرد ظلام ,

متحسسا جدران الغرفه وكانه يبدا من جديد في رؤيه العالم الذي حوله مرددا بصوت ضعيف ليتني ما قطعت

عهدي للتراب ولكنه يخر صريعا في ارض الغرفه جثه هامده

فانهار البطل عنما شاهد ذلك المشهد وعندما ادرك انه سيؤل لذالك الحال في نهايه حياته واخذ يبكي ويبكي

ويبكي...... ليتني ما قطعت عهدي للتراب ليتني فهمت معني الاخلاص ليتني لم اتنازل عن الحياه ليتني تذكرت

ذكرياتي الجميله معها واكملت حياتي كيف ساقابل ربي الان وانا كنت دائما كارها لنعمه ياليتني عشت متذكرها ولم اضيع حياتي

ليتني........ ليتني....... ليتني .........

حتي افاقه من تلك الهيستريا دقات الساعه السادسه صباحا ينظر الي نفسه وينظر حوله ولا يجد الغريب ولا الكهل فادرك ان الله اعطاه فرصه اخري

فقام من علي كرسيه بسرعه يسرع خطاه الي نافذه الغرفه يفتحها بسرعه فيدخل النور الي الغرفه ويتجلي الظلام

عن حياه الغرفه للابد متحسسا جمال رؤيه الجدران فياخد نفسا عميقا الي صدره مبتسما فرحا سعيد ا