الف ليله وليله







دائما ما كان يبحث عن المفر الذ ي ينقذه من عالمه الواقعي الموحش وعن اناس يعيشون الواقعيه بشكل جاد ولكن

الي اين يهرب من هذا العالم؟كيف يهرب من سجنه الكبير؟

هو اكثر من يعلم انه لا يسطتيع وان اقنعه غيره فماذا يفعل ايختار ان يكون واقعي ؟لا لا

يستطيع

يجوز ايضا ان اضطرابات سن المراهقه هي من جعلته هكذ ولكنه يعاني

اذا سمع والداه اختلفا في امر فهو يعاني

اذا ازعجه صديقه فهو يعاني

اذا احرجه احد فهو يعاني حتي عاش في دوامه من الرفض لعالمه ككل بل كره للعالم

واذا به يجول في فناء مدرسته ولسبب ما يذهب الي مكتبه المدرسه ويتجول بين الكتب

بدون سبب فتلمح عيناه في ذلك الرف مجموعه كبيره من الكتب المتشابهه والقديمه يلتقط منهم كتابا عشوائيا ويبدا

في تصفح ورقاته ويلاحظ عنوان الكتاب( الف ليله وليله) فياخذ الكتاب ويجلس به في مكان بعيد عن الماره في

المكتبه ويبدا في القراءه

لاول مره يشعر بذلك الانتعاش الذ يملا روحه فانتعش جسده ولمعت عيناه وابتسمت شفتاه

وفجاه وجد نفسه يسمع لحن لم يسمعه من قبل ولم يسمعه غيره وفي وسط تلك الحاله لم يشعر بالوقت نهائيا حتي انه

اضاع يومه الدراسي وفجاه ووسط تلك النشوه اذا به يسمع ذالك النشاذ وهو جرس المدرسه فينتبه لعالمه الواقعي

فترجع ملامح الاكتئاب علي وجهه من جديد

واذا به يمشي الي المسئول عن المكتبه ويطلب منه استعاره هذا الكتاب فياخذ الكتاب وكانه حصل علي جائزه ويسير

الي بيته وهو يمسك كتابه بشده ويصل بيته ويترك كل شيئ فبمجرد وصوله يدخل الي غرفته ويغرق في صفحات

كتابه وترجع اليه لمعان عينيه وابتسامه شفتيه ويرجع مره اخري يسمع ذلك اللحن الذي سمعه من قبل وبعد فتره

غير طويله اثناء هيمانه باحدي الروايات الاسطوريه شعر ان روحه انسحبت من جسده الي عالم رائع

مشاهدا احداث الروايه كامله

لم يشعر حينه انه يتخيل تلك الامور بل كان مقتنع بحاله فاخيرا وجد ملاذه ومفره من ذالك العالم البغيض في عوالم يصنعها خياله وتعطيه سطور روايته اساسيات هذه العوالم

فمع السندباد تجول انحاء العالم ومع قمر الزمان عاش اجمل قصه حب

ومع علي الزئبق ودليله المحتاله عاش مع نفسه في هذا الجو المرح الخفيف وروايات اخري

يري عوالم الجن وروايات يري الحوريات وعروس البحر ويري ويري ويري ويري ويري حتي انعزلت روحه تماما

في ذالك العالم البديع فكان يقضي نهاره يقرا وليله يقرا واثناء دراسته يحاول ان يجد اي فرصه في المدرسه لكي يقرا

فغاصت روحه في ذالك البحر لا يتكلم مع احد لا يتعامل مع انسان سوي في الضروريات الشديده طوال الوقت


صامت بل هائم يسترجع احد الروايات التي قراءاها سابقا فقل اصدقاءه في عالمه الواقعي وزاد اصدقائه واحبائه في


عالمه الاخر عاش وعاش وعاش في تلك الفتره لمده تقارب العامين

حتي جاء يوم وكعادت ذاهب للمكتبه ليستبدل كتابه بكتاب اخر وتسرع خطواته لباب المكتبه ذاهبا الي هدفه ككل

مره واذا به يجد نفسه قد انهي سلسله الف ليله وليله كامله حينها ادرك انه استيقظ حقا فيذهب ويجول بتوتر شديد

في المكتبه باحثا عن اي كتاب في تلك السلسله لم يقراه استغربه كل الموجودين فكان كالام التي تبحث عن وليدها فلم

يهتم بنظرات الناظرين اليه وبعد بحث شديد لم يجد شيئا حينها سالته عيناه اين اخذت بريقي فلم يجد لها جوابا

فاقسمت الا تري جمالا و الا تظهر بريقها لشخص وسالته شفتاه احان الوقت لكي تبتسم فلم يجد لها جوابا

فاقسمت الا تسعد مره اخري بعد اليوم واخبرته اذناه باشتيقاها للحنها الفريد فلم يجد لها جوابا فاقسمت الا تسمع

مره اخري اي لحن قد يسعدها

فتاتي اكبرهم وهي روحه وتساله لماذا لماذا اخرجوني من عالمي ااذنبت ذنبا؟هل تدخلت في حياه الابطال؟هل

شاهدني احد من شخصيات الروايه؟ لماذا رفضوني فاقسمت روحه انها لو كانت تملك امرها لخرجت من جسده

وتطير بحريتها في عوالمها وتصبح شخصيه من ابطال الروايه

فلم تستسلم روحه لتعيش في ذالك العالم الذي لا يريده فبحث وبحث وبحث عن اي بديل او شبيه فلم يجد

ليجد نفسه رغم انفه يعيش تلك الواقعيه البغيضه ويا ليته تاقلم مع الواقع قبل هذان العامين ولكنه عاش بروحه في

عالم غريب يبحث فيه عن اشياء لا يجدها, يتعامل مع الامور والمشاكل بعواطفه بعد ان نام عقله تماما حتي لم يجد

سوي الدموع ملاذا له

وبعد عذاب شديد ومرور فتره طويله من اصطدامه بمشاكل الواقع الكثيره جفت دموعه وتبلدت مشاعره وقسي قلبه

وتعامل كما تتعامل الناس حينها اصبح في اعين الناس رجلا ناضج واصبح في نظر نفسه قاتل لملاك برئ لا ذنب

له ,ازداد اعجاب الناس به فازداد تحسره علي نفسه ,تعلم كيف يتعامل مع الامور العصيبه بطريقه جاده فيختلي

بنفسه فلا يعرف من هو....................................وهكذا وهكذا وهكذا

حتي نسي عوالمه التي صنعها بنفسه ,نسي نشوه الاحلام واصبحت احلامه واقعيه جدااا


ولكن المؤلم ان عينيه وشفتيه واذنيه نسوا قسمهم فخانته شفتاه فضحكت, واشتاقت اذناه للنغم فسمعت , حتي العين

خانت واصبحت طوال الوقت ترتدي ذالك الزي الجميل الذ يجعلها تلمع طوال الوقت,


حتي اصبح ذالك الشخص انا وانت وهي وهو .................................




الحب الاوحد




كان حينها في سن لم يتعدي الخمس عشرعاما ذاهب لا يعرف لاين عندما وقع عينه عليها لا يعرف حينها ذلك الاحساس الذي انتابه

شعر برعشه غريبه تهز كامل جسده ولكن سرعان ما اجبر عينيه ان تبتعد لكي لا تشعر به

الغريب في الامر انها اكبر منه بعشرسنوات ما هذا؟

شيئ ليس طبيعي بالمره

ولكنه كان يكتفي ان يمر من امامها وينظر لمده لاتزيد عن ثلاثه ثواني في عينيها تلك كانت غايته من حبها

كان يتعمد دائما الا تشعر بوجوده مطلقا ولا يشعرها بعينيه عندما يختلس لها النظر

كان دائما ما يسهر وتمر ساعات طويله وهو يسرح في لمعان عينيها الذي

خطف قلبه

لم يفكر يوما ان ....ولا يخطر في باله ان يذهب اليها لاي سبب

ولكنه كان كان يعتقد ان ما هو فيه احساس مراهقه عابر ولن يدوم

ولكنه دام سنوات وسنوات هو يكبر وهي تكبر ويمر عليها يوميا ويسرق النظر اليها من وسط اصدقائه

لمده لحظات

فاصبح كل يوم ينطر الي هاتفه المنزلي ويتمني ان يرن وتتصل به وتقول له اي

كلمه اي حرف تمني ان تتصل ولا تتكلم

حتي قاده الجنون ان يتصل بارقام عشوائيه علي امل ان سيكون هاتفها سيكون من تلك الارقام

لكن لسنا في زمان ف ذلك الزمان

فكان يرمي نفسه كثيرا في بئر النوم الذي كان بالنسبه له بئر الرحمه الذي انعم الله

به عليه كان كثيرا وكثيرا بل دائما يجدها في احلامه ودائما ما يحمد ربه علي تلك النعمه

زادت معه تلك الحاله بطريقه خطيره وعلي الغم من ذالك لم يعرف اسمها طوال تلك السنوات فكان يكفيه انها تعيش وتتنفس

وعندما وجد نفسه في عذاب لا يشعر به انسان قط بعد اربع سنين من حاله قرر الا يتعمد ان يمشي

من الطريق الذي تتواجد فيه وشرع في تحقيق هذا الامر فعلا

حتي شاءت الظروف ان يجمع بينهما مكان واحد وفعل كل ما يفعل كل مره

اختلس مجرد لحظات كانت تكفيه كثيرا وترضيه عن اي كلام او اي شيئ اخر قد يكون

لكن اصبح في قمه غرابته عندما وجدها تنظر اليه بتمعن وبشده

ماهذا؟هل راتني بالفعل؟هل وقع عينيها عليا فعلا؟ هل عرفت اني كائن قد خلقه الله ونظرت الي؟هل احلم؟

لا لست احلم انا موجود وهي موجوده بالفعل

دام حالها هذا اكثر من نصف ساعه تنظر اليه وهو حينها كانه تزوق نشوه السعاده

لاول مره تحمر وجنتيه كبراءه طفله صغيره

اصبح الحاضرون يلحظون نظرها اليه

ولكنه لا يشعر سوي بوجودها هي


ذهب الناس بعد فتره وتبقي هو فقط في هذه الحاله طبيعي ان يذهب ويلفظ باي حروف او كلمات لكنه ارتضي فقط لنفسه ان ينظر لتلك

العينين التي تحدق فيه لسبب ما

ذلك الشعور لا يوصف ابد فهل بعد هذا الصبر تعيره نظرها او تشعر بوجوده

فبعينيها قد اعطته ما لم يكن يحلم ان يحققه

زادت دقات قلبه بطريقه لم تتكرر مره اخري في حياته

ذهبت وذهب ولم يحدث شيئ

لكنها حينما خرجت لم يصدق انها خرجت لكنها خرجت فقط

وتركته طوال اليوم يسال نفسه عن ماهذا؟ماهذا؟ماذا حدث؟كيف شعرت بوجودي علي الرغم اكنت اتعمد الا تشعر بي؟

وبعد مرور هذا اليوم في تلك الغيبوبه قرر ان يخرج كعادته الي المكان المتواجده فيه لكنه عندما

ذهب امام بيتها وجدها ذهبت ولن تعود مطلقا فلقد ماتت...............

.................................................................................................

.................................................................................................

الاماكن






كتير كنت بفكر اني ارجع اكتب تاني بس مكنتش بقدر اكمل صراحه كنت عايز اكتب مواضيع والناس متعرفش انا مين

وفكرت افتح مدونه تانيه

طب فيها ايه ما تكتب اللي انت عايزه؟

برضه مقدرش اكتب حجات بتالمني وبتفرحني ويكون في ناس عارفني لازم شويه خصوصيه برده

ايه الجبن ده؟
اه جبن وانت مالك صحيح

طب ما تبطل رغي شويه وادخل في الموضوع؟
طيب ياعم براحه شويه

طبعا انا مش قصدي اغنيه الاماكن بتاعه محمد عبده

الاماكن بالنسبه ليا عمري ما شفتها زي ربنا ما خلقها كده .....فعلا صحيح...... دايما بشوف المكان علي انه شخص

بمعني اصح روح وممكن نقول ان كل روح من الاربعه هي محافظه معينه
يعني كلامي هيكون علي امكان مش اشخاص

البحيره
الروح الاولي دي بشوفها كانها امي وده المكان اللي اتولدت فيه عشان كده احساسي بالحنين وانا مسافر مش لاهلي بس ده

كمان حنين للمكان لما بكون في بيتي او بلدي طول الوقت بحس اني في حضن امي حتي لو كانت امي مش في المكان ده


احساس بالدفئ غريب وانت في عز ازمتك كفايه ان عيني بتفرح لما بشوف جدران البيت ويارب ما نجدد الروح دي

خااااااااالص قصدي البيت






الاسكندريه
الروح التانيه دي بشوفها الحبيبه اللي اتحكم علينا الفراق الي ان يشاء الله.اسعد اوقاتي فعلا لما بخطف الوقت وازورها

مهما طال الوقت معاها بيعدي لحظات سريعه وافارقها وانا علي امل ارجع لها تاني بس خلاص احنا اتعودنا علي كده

حياتي بيني وبينها زيارات يارب اجمع بيني وبالمكان ده


هوفي سعاده من ان الواحد يعيش مع حبيبته او الروح اللي حبها؟؟؟؟







الفيوم
الروح التالته ده مكان بشوفه زي الزوجه اللي امي اختارتها ليا ومحصلش قبول بينا في البدايه بس مع مرور الوقت

بدات تالفك وانت تالفها واصبح امر واقع غير ان اصبح ما بينا حجات جميله زي العشره والذكريات وسنين طويله بس

اعتقد بل متاكد اني لما افارق الروح دي كمان شهور قليله هحس ليها بالحنين والذكريات اللي بيني وبينها









القاهره
الروح الرابعه دي روح بكرها جداا اكتر من اي حاجه لان عمري ما عجبني شخصيتها بحسها خاينه بتعرف ناس كتيره

غيري وبتضحك عليهم وهما عمرهم ما حسوا معاها بدفئ زيي انا برده هو صحيح انا مش بشوفها غير قليل بس هي

بتبقي عايزه تنهي الزياره بسرعه وانا كمان ببقي حاسس اني مخنوق وساعتها ببقي نفسي اترمي في حضن الروح

الاولي





راااااااااااااااااجع تاني



ان شاء الله راجع للتدوين تاني وشكرا لكل اللي مسالش عليا
خاااااااااااااااااااااااااااالص
انتظروا اول بوست ان شاء الله عن اي حاجه





ايه هو المنكر؟

اللي هيدخل هنا لازم يكمل قرايه لحد الاخر والا ميقراش

هااااااااااااااااااااااااااااااا؟







السلام عليكم

انا عارف ان مواضيعي بدات تقل وممكن اتوقف لفتره عشان المشاريع والامتحانات

والفشل وغيره وغيره

حبيت يكون البوست ده اللي ممكن ومحتمل اتوقف لفتره بعده انه يكون حلو ويعجبكم ويفيدكم

استعدوا


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم


يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .


كلنا بنسمع الحيث ده وبنعديه وفي غيرنا بقي بياخد الحديث المبارك ده ويخليه حجه لافعال ربنا

ميرضاش بيها

انا كنت لحد فتره قريبه جدا مش فاهم الحيث ده وكل اللي كان بيتدخل في حريتي كانت حجته

كلمه من رائ منكم منكرا فليغيره

والحمد لله اني عرفت جوانب الحديث ده عشان اعرف ارد علي اي حد فاكر انه ولي امري وهو مش ولي امري

خلونا في اللي اخد الحديث ده علي كيفه

لو كلنا هناخد معني الحديث ده معني حرفي ونحفظه من غير ما نفهم

ساعتها لو لقيت واحده مش محجبه في الشارع هاخد موقف من بتاع من راي منكم منكرا

وانا اصلا كمواطن لست راع عليها ولا علي غيرها ولا من حقي اعمل حاجه غير النصيحه


لقيت محل اسطوانات افلامه هكسره بحجه تغيير المنكر

لقيت واحد ارائه مش عجباني هاخد موقف عنيف عشان هو منكر ولا ايه؟

وكتير جدا من المواقف اليوميه اللي ممكن نتعرض ليها

وبرده كتير جدا من المتعصبين والمتشددين اللي واخدين قشور الدين من بره وميعرفوش حاجه

عن جوهر الدين وبيقتلوا في الناس الابرياء بحجه تغيير المنكر وهم المنكر بعينه

واللي مش بيحاول انه يفهم حتي ايه جوهر الدين وبيكتفي باللي بيسمعه ويطبقه من غير فهم

والناس دي ساهل جدا انهم يتعمل ليهم غسيل مخ فوري ويقلبوا لمتطرفين ويقتلوا بقي في الناس

اللي بيعصوا ربنا واصحاب الديانات الاخري علي اعتبار من هو ده تغيير المنكر

طبعا انا مش هفتي مش هفتي انا تقريبا معرفش حاجات كتيره عن الدين بس الحديث ده

يستاهل ان الواحد يفكر فيه


بقيت البوست منقول من احد المواقع الموثوق فيها وده راي احد العلماء اللي لما عديت كلامه

علي قلبي وعلي عقلي استريحت واطمنت ليه

ملحوظه كمان الكلمات المهمه في الشرح هلونها بلون احمر

يريت يا جماعه بجد اللي عنده راي يقدر يقنعني بيه غير الراي ده يقوله وانا موجود

او اللي معترض علي الحديث ده برده يقول وانا موجود

بس انا برده مقتنع جدا بالتفسير ده وصعب حد يغيره

سيبكوا بقي من الرغي ده واقراوا الشرح بتركيز

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*****************************************************************
الشرح

قد بين الحديث أن إنكار المنكر على مراتب ثلاث : التغيير باليد ، والتغيير باللسان ، والتغيير بالقلب ، وهذه



المراتبمتعلقة بطبيعة هذا المنكر ونوعه ، وطبيعة القائم بالإنكار وشخصه ، فمن المنكرات ما يمكن تغييره مباشرة باليد



، ومن المنكرات ما يعجز المرء عن تغييره بيده دون لسانه ، وثالثة لا يُمكن تغييرها إلا بالقلب فحسب .




فيجب إنكار المنكر باليد على كل من تمكّن من ذلك ، ولم يُؤدّ إنكاره إلى مفسدةٍ أكبر،

وعليه : يجب على الوالي أن يغير المنكر إذا صدر من الرعيّة ،

ويجب مثل ذلك على الأب في أهل بيته ، والمعلم في مدرسته ، والموظف في عمله

، وإذا قصّر أحدٌ في واجبه هذا فإنه مضيّع للأمانة ، ومن ضيّع الأمانة فقد أثم

، ولذلك جاءت نصوص كثيرة تنبّه المؤمنين على وجوب قيامهم بمسؤوليتهم الكاملة تجاه رعيتهم

– والتي يدخل فيها إنكار المنكر -

، فقد روى الإمام البخاري و مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ،

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول


: ( كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته

، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها ،

والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته )


، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن عاقبة الذين يفرطون في هذه الأمانة فقال :


( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة ) .




فإذا عجز عن التغيير باليد ، فإنه ينتقل إلى الإنكار باللسان ،


كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن لم يستطع فبلسانه ) ، فيذكّر العاصي بالله


، ويخوّفه من عقابه ، على الوجه الذي يراه مناسبا لطبيعة هذه المعصية وطبيعة صاحبها .



فقد يكون التلميح كافيا – أحيانا - في هذا الباب

، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ؟ )

وقد يقتضي المقام التصريح والتعنيف ، ولهذا جاءت في السنة أحداث ومواقف كان الإنكار فيها علناً ،

كإنكار النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة بن زيد - رضي الله عنه - شفاعته في حد من حدود الله

، وإنكاره على من لبس خاتم الذهب من الرجال ، وغير ذلك مما تقتضي المصلحة إظهاره أمام الملأ.



وإن عجز القائم بالإنكار عن إبداء نكيره فعلا وقولا ، فلا أقل من إنكار المنكر بالقلب


وهذه هي المرتبة الثالثة ، وهي واجبة على كل أحد ، ولا يُعذر شخص بتركها ؛ لأنها مسألة قلبيّة لا يُتصوّر


الإكراه على تركها ، أو العجز عن فعلها ،يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إن أول ما تغلبون عليه من



الجهاد : جهادٌ بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فمتى لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه

المنكر انتكس " .



وإذا ضيعت الأمة هذا الواجب بالكلية ، وأهملت العمل به ، عمت المنكرات في المجتمعات

، وشاع الفساد فيها ، وعندها تكون الأمة مهددة بنزول العقوبة الإلهية عليها ،

واستحقاق الغضب والمقت من الله تعالى .


والمتأمل في أحوال الأمم الغابرة ، يجد أن بقاءها كان مرهونا بأداء هذه الأمانة ،

وقد جاء في القرآن الكريم ذكر شيء من أخبار تلك الأمم ،


ومن أبرزها أمة بني إسرائيل التي قال الله فيها : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان

داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر

علوه لبئس ما كانوا يفعلون } ( المائدة : 78 – 79 ) .


وتكمن خطورة التفريط في هذا الواجب ، أن يألف الناس المنكر ، ويزول في قلوبهم بغضه ،

ثم ينتشر ويسري فيهم ، وتغرق سفينة المجتمع ، وينهدم صرحها

، وفي ذلك يضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا رائعا يوضح هذه الحقيقة

، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة

، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّو

على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا

، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري .


إن هذا الواجب هو مسؤولية الجميع ، وكل فرد من هذه الأمة مطالب بأداء هذه المسؤولية على حسب طاقته

، والخير في هذه الأمة كثير ، بيد أننا بحاجة إلى المزيد من الجهود المباركة

التي تحفظ للأمة بقاءها ، وتحول دون تصدع بنيانها ، وتزعزع أركانها.


*****************************************************************
منقوووول

في أحد الأيام الماضية كنت أستمع إلى محاضرة من إذاعة موريتانيا، فسمعت المحاضر يسأل


عن الحديث: "من رأى منكم منكرا فليغيره..."، فقال: بيده للحكام، وبلسانه للعلماء، وبقلبه لعامة الناس؟

المفتي: محمد الحسن ولد الددو

الإجابة:

هذا الجواب غير صحيح، والحديث أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري

رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطابه لأمته: "من رأى منكم"،

وهذا الخطاب لكل الأمة والمقصود بالرؤية من بلغه ذلك حتى لو كان أعمى، فبلغه الخبر

، أو نقل إليه فإنه قد رآه بذلك لأن المقصود بالرؤية حصول العلم، "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده

"، أي ليحل بين صاحبه وبين النار وهذه مهمة الأنبياء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً حتى إذا أضاءت ما حوله جعل الفراش يتساقط فيها


وهذه الدواب، فجعل ينفيهن بيده وهن يقتحمن فيقعن فيها، ألا وإني ممسك بحجزكم عن النار".

ولا شك أن المحاضر لو رأى إنساناً يريد قتل آخر لحاول أن يمنعه من ذلك،


ولو رأى إنساناً يريد سرقة مال إنسان لحال بينه وبين ذلك، فلذلك الكلام مبتور عن العمل هنا.


ومن هنا نعلم أن الأمر لكل الناس، كل من رأى منكر يجب عليه تغييره بما يستطيع،

لكن لا شك أن أيسر الوسائل وأسهلها مقدم على العسر، فما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين

أمرين إلا اختار أيسرهما، إذا كان السارق سينكف بقولك له: "اتق الله"، فلا شك أن ذلك أولى

من أن تضربه، فعمل اللسان هنا أولى من عمل اليد، لأنه أيسر منه، وهكذافإذا كان المنكر سيغيره

القول فلا تتعدى القول، وإذا كان سيغيره الفعل فقد يكون الفعل واجباً متعيناً عليك كمنكر أولادك وأهل

بيتك الذين هم تحت يدك، وقد يكون متعيناً عليك أيضاً كما إذا كنت الوحيد الذي اطلعت عليه رأيت

إنساناً في خلاءيقتل إنساناً أو يريد سرقة ماله أو غير ذلك من المنكرات تعين عليك تغيير المنكر باليد.

أما إذا كنت في ملأ فهو فرض كفاية من رآه من المسلمين وجب عليهم، فإن قام بعضهم به سقط

الخطاب عن الآخرين وإن لم يقم به أحد أثموا جميعاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يريت تكون الفكره وصلت ليكم وانا مستعد لارائكم